فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ}.
لما بين الله حال الشاكرين لنعمه بذكر داود وسليمان بين حال الكافرين بأنعمه، بحكاية أهل سبأ، وفي سبأ قراءتان بالفتح على أنه اسم بقعة وبالجر مع التنوين على أنه اسم قبيلة وهو الأظهر، لأن الله جعل الآية لسبأ والفاهم هو العاقل لا المكان فلا يحتاج إلى إضمار الأهل وقوله: {ءَايَةٌ} أي من فضل ربهم، ثم بينها بذكر بدله بقوله: {جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ} قال الزمخشري أية آية في جنتين، مع أن بعض بلاد العراق فيها آلاف من الجنان؟ وأجاب بأن المراد لكل واحد جنتان أو عن يمين بلدهم وشمالها جماعتان من الجنات، ولاتصال بعضها ببعض جعلها جنة واحدة، قوله: {كُلُواْ مِن رّزْقِ رَبّكُمْ} إشارة إلى تكميل النعم عليهم حيث لم يمنعهم من أكل ثمارها خوف ولا مرض، وقوله: {واشكروا لَهُ} بيان أيضًا لكمال النعمة، فإن الشكر لا يطلب إلا على النعمة المعتبرة، ثم لما بين حالهم في مساكنهم وبساتينهم وأكلهم أتم بيان النعمة بأن بين أن لا غائلة عليه ولا تبعة في المآل في الدنيا، فقال: {بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ} أي طاهرة عن المؤذيات لا حية فيها ولا عقرب ولا وباء ولا وخم، وقال: {وَرَبٌّ غَفُورٌ} أي لا عقاب عليه ولا عذاب في الآخرة، فعند هذا بان كمال النعمة حيث كانت لذة حالية خالية عن المفاسد المآلية.
ثم انه تعالى لما بين ما كان من جانبه ذكر ما كان من جانبهم.
{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}.
فبين كمال ظلمهم بالإعراض بعض إبانة الآية كما قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بآيات رَبّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا} [الكهف: 57] ثم بين كيفية الانتقام منهم كما قال: {إِنَّا مِنَ المجرمين مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 22] وكيفيته أنه تعالى أرسل عليهم سيلًا غرق أموالهم وخرب دورهم، وفي العرم وجوه أحدها: أنه الجرذ الذي سبب خراب السكر، وذلك من حيث إن بلقيس كانت قد عمدت إلى جبال بينها شعب فسدت الشعب حتى كانت مياه الأمطار والعيون تجتمع فيها وتصير كالبحر وجعلت لها أبوابًا ثلاثة مرتبة بعضها فوق بعض وكانت الأبواب يفتح بعضها بعد بعض.
فنقب الجرذ السكر، وخرب السكر بسببه وانقلب البحر عليهم وثانيها: أن العرم اسم السكر وهو جمع العرمة وهي الحجارة ثالثها: اسم للوادي الذي خرج منه الماء وقوله: {وبدلناهم بِجَنَّتيهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} بين به دوام الخراب، وذلك لأن البساتين التي فيها الناس يكون فيها الفواكه الطيبة بسبب العمارة فإذا تركت سنين تصير كالغيضة والأجمة تلتف الأشجار بعضها ببعض وتنبت المفسدات فيها فتقل الثمار وتكثر الأشجار، والخمط كل شجرة لها شوك أو كل شجرة ثمرتها مرة، أو كل شجرة ثمرتها لا تؤكل، والأثل نوع من الطرفاء ولا يكون عليه ثمرة إلا في بعض الأوقات، يكون عليه شيء كالعفص أو أصغر منه في طعمه وطبعه، والسدر معروف وقال فيه قليل لأنه كان أحسن أشجارهم فقلله الله، ثم بين الله أن ذلك كان مجازاة لهم على كفرانهم فقال: {ذَلِكَ جزيناهم بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجازي} أي لا نجازي بذلك الجزاء {إِلاَّ الكفور} قال بعضهم المجازاة تقال في النقمة والجزاء في النعمة لكن قوله تعالى: {ذلك جزيناهم} يدل على أن الجزاء يستعمل في النقمة، ولعل من قال ذلك أخذه من أن المجازاة مفاعلة وهي في أكثر الأمر تكون بين اثنين، يؤخذ من كل واحد جزاء في حق الآخر.
وفي النعمة لا تكون مجازاة لأن الله تعالى مبتدىء بالنعم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ}.
قرأ نافع وغيره بالصرف والتنوين على أنه اسم حَيٍّ، وهو في الأصل اسم رجل؛ جاء بذلك التوقيف عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
روى الترمذِيّ قال: حدّثنا أبو كُريب وعبد بن حُميد قالا حدّثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعيّ قال: حدّثنا أبو سَبْرة النّخعيّ عن فَروة بن مُسيك المرادي قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؛ فأذِن لي في قتالهم وأمرني؛ فلما خرجت من عنده سأل عني: «ما فعل الغُطَيفِيّ؟» فأخبِر أني قد سِرت، قال: فأرسل في أثري فردّني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال: «ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك؛ قال: وأنزل في سبأ ما أنزل؛ فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ أرض أو امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولَد عشرة من العرب فتيامَن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا فَلخْم وجُذام وغَسّان وعاملة وأما الذين تيامَنوا فالأْزد والأشعرِيُّون وحِمْير وكِنْدة ومَذْحِج وأنمار فقال رجل: يا رسول الله وما أنمار؟ قال: الذين منهم خَثْعم وبِجَيلة» وروي هذا عن ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {لِسَبَأَ} بغير صرف، جعله اسمًا للقبيلة، وهو اختيار أبي عبيد، واستدل على أنه اسم قبيلة بأن بعده {فِي مَسَاكِنِهم}.
النحاس: ولو كان كما قال لكان في مساكنها وقد مضى في النمل زيادة بيان لهذا المعنى.
وقال الشاعر في الصرف:
الواردون وتَيْمٌ في ذُرى سبأ ** قد عضّ أعناقَهُم جِلدُ الجواميس

وقال آخر في غير الصرف:
من سَبَأَ الحاضرين مأرِبَ إذ ** يَبْنُون من دون سَيْلها العَرِما

وقرأ قُنْبُل وأبو حَيْوَة والجَحْدَرِيّ {لسَبَأ} بإسكان الهمزة.
{فِي مَسَاكِنِهِمْ} قراءة العامة على الجمع، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم؛ لأن لهم مساكن كثيرة وليس بمسكن واحد.
وقرأ إبراهيم وحمزة وحفص {مسكنِهِم} موحَّدًا، إلا أنهم فتحوا الكاف.
وقرأ يحيى والأعمش والكسائيّ موحَّدًا كذلك، إلا أنهم كسروا الكاف.
قال النحاس: والساكن في هذا أبين؛ لأنه يجمع اللفظ والمعنى، فإذا قلت: {مسكنهم} كان فيه تقديران: أحدهما: أن يكون واحدًا يؤدي عن الجمع.
والآخر: أن يكون مصدرًا لا يثنَّى ولا يُجمع؛ كما قال الله تعالى: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ وعلى سَمْعِهِمْ وعلى أَبْصَارِهِمْ} [البقرة: 7] فجاء بالسمع موحَّدًا.
وكذا {مَقْعَدِ صِدْقٍ} [القمر: 55] و {مَسْكِن} مثل مسجد، خارج عن القياس، ولا يوجد مثله إلا سماعًا.
{آيَةٌ} اسم كان، أي علامة دالة على قدرة الله تعالى على أن لهم خالقًا خلقهم، وأن كل الخلائق لو اجتمعوا على أن يُخرجوا من الخشبة ثمرة لم يمكنهم ذلك، ولم يهتدوا إلى اختلاف أجناس الثمار وألوانها وطعومها وروائحها وأزهارها، وفي ذلك ما يدل على أنها لا تكون إلا من عالم قادر.
{جَنَّتَانِ} يجوز أن يكون بدلًا من {آية} ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف، فيوقف على هذا الوجه على {آية} وليس بتمام.
قال الزجاج: أي الآية جنتان، فجنتان رفع لأنه خبر ابتداء محذوف.
وقال الفراء: رفع تفسيرًا للآية، ويجوز أن تنصب {آية} على أنها خبر كان، ويجوز أن تنصب الجنتين على الخبر أيضًا في غير القرآن.
وقال عبد الرحمن بن زيد: إن الآية التي كانت لأهل سبأ في مساكنهم أنهم لم يروا فيها بعوضة قطُّ ولا ذبابًا ولا بُرغُوثًا ولا قملة ولا عقربًا ولا حية ولا غيرها من الهوام، وإذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فإذا نظروا إلى بيوتهم ماتت الدواب.
وقيل: إن الآية هي الجنتان، كانت المرأة تمشي فيهما وعلى رأسهما مِكتل فيمتلىء من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها؛ قاله قتادة.
وروي أن الجنتين كانتا بين جبلين باليمن.
قال سفيان: وُجد فيهما قصران مكتوب على أحدهما: نحن بنينا سَلْحِين في سبعين خريفًا دائبين، وعلى الآخر مكتوب: نحن بنينا صِرْواح، مَقِيل ومَراح؛ فكانت إحدى الجنتين عن يمين الوادي والأخرى عن شماله.
قال القشيريّ: ولم يرد جنتين اثنتين بل أراد من الجنتين يَمنة ويَسرة؛ أي كانت بلادهم ذات بساتين وأشجار وثمار؛ تستتر الناس بظلالها.
{كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ} أي قيل لهم كلوا، ولم يكن ثمّ أمر، ولكنهم تمكنوا من تلك النعم.
وقيل: أي قالت الرسل لهم قد أباح الله تعالى لكم ذلك؛ أي أباح لكم هذه النعم فاشكروه بالطاعة.
{مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ} أي من ثمار الجنتين.
{واشكروا لَهُ} يعني على ما رزقكم.
{بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ} هذا كلام مستأنف؛ أي هذه بلدة طيبة أي كثيرة الثمار.
وقيل: غير سبخة.
وقيل: طيبة ليس فيها هوام لطيب هوائها.
قال مجاهد: هي صنعاء.
{وَرَبٌّ غَفُورٌ} أي والمنعم بها عليكم ربّ غفور يستر ذنوبكم، فجمع لهم بين مغفرة ذنوبهم وطيب بلدهم ولم يجمع ذلك لجميع خلقه.
وقيل: إنما ذكر المغفرة مشيرًا إلى أن الرزق قد يكون فيه حرام.
وقد مضى القول في هذا في أوّل البقرة.
وقيل: إنما امتَنّ عليهم بعفوه عن عذاب الاستئصال بتكذيب من كذبوه من سالف الأنبياء إلى أن استداموا الإصرار فاستؤصلوا.
قوله تعالى: {فَأَعْرَضُواْ} يعني عن أمره واتباع رسله بعد أن كانوا مسلمين.
قال السُّدّي ووهب: بعث إلى أهل سبأ ثلاثة عشر نبيًّا فكذبوهم.
قال القُشيرِيّ: وكان لهم رئيس يلقّب بالحمار، وكانوا في زمن الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم.
وقيل: كان له ولد فمات فرفع رأسه إلى السماء فبزق وكفر؛ ولهذا يقال: أكفر من حمار.
وقال الجوهريّ: وقولهم أكفر من حمار هو رجل من عادٍ مات له أولاد فكفر كفرًا عظيمًا، فلا يمرّ بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر، فإن أجابه وإلا قتله.
ثم لما سال السيل بجنتيهم تفرّقوا في البلاد؛ على ما يأتي بيانه.
ولهذا قيل في المثل: تفرّقوا أيادي سَبَا وقيل: الأَوْس والخزرج منهم.
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العرم} والعرِم فيما روي عن ابن عباس: السَّد؛ فالتقدير: سَيل السَّد العَرِم.
وقال عطاء: العرم اسم الوادي.
قتادة: العرم وادي سبأ؛ كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية، قيل من البحر وأودية اليمن؛ فردموا ردمًا بين جبلين وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، فكانوا يسقون من الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث على قدر حاجاتهم؛ فأخصبوا وكَثُرت أموالهم، فلما كذبوا الرسل سلّط الله عليهم الفأر فنقب الردم.
قال وهب: كانوا يزعمون أنهم يجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرّب سدّهم فأرة فلم يتركوا فرجة بين صخرتين إلا ربطوا إلى جانبها هرّة؛ فلما جاء ما أراد الله تعالى بهم أقبلت فأرة حمراء إلى بعض تلك الهِرر فساورتها حتى استأخرت عن الصخرة ثم وثبت ودخلت في الفرجة التي كانت عندها ونقبت السَّد حتى أوهنته للسيل وهم لا يدرون؛ فلما جاء السيل دخل تلك الخلل حتى بلغ السد وفاض الماء على أموالهم فغرَّقها ودفن بيوتهم.
وقال الزجاج: العَرِم اسم الجُرَذ الذي نقب السِّكْر عليهم، وهو الذي يقال له الخُلد وقاله قتادة أيضًا فنسب السيل إليه لأنه بسببه.
وقد قال ابن الأعرابي أيضًا: العَرِم من أسماء الفأر.
وقال مجاهد وابن أبي نَجيح: العَرِم ماء أحمر أرسله الله تعالى في السَّد فشقه وهدمه.
وعن ابن عباس أيضًا أن العَرِم المطر الشديد.
وقيل العَرْم بسكون الراء.
وعن الضحاك كانوا في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام.
وقال عمرو بن شُرَحْبيل: العرم المُسَنّاة؛ وقاله الجوهريّ، قال ولا واحد لها من لفظها، ويقال واحدها عَرِمة.
وقال محمد بن يزيد: العَرِم كل شيء حاجز بين شيئين، وهو الذي يسمى السِّكْر، وهو جَمع عرِمة.
النحاس: وما يجتمع من مطر بين جبلين وفي وجهه مُسَنّاة فهو العَرِم، والمُسَنّاة هي التي يسميها أهل مصر الجسر؛ فكانوا يفتحونها إذا شاءوا فإذا رَويت جنتاهم سدّوها.
قال الهَرَوِيّ: المُسَنّاة الضفيرة تبنى للسيل تردّه، سُمّيت مُسَنّاةً لأن فيها مفاتح الماء.
وروي أن العرم سدّ بنته بِلْقِيس صاحبة سليمان عليه الصلاة والسلام، وهو المسنّاة بلغة حِمير، بنته بالصخر والقار، وجعلت له أبوابًا ثلاثة بعضها فوق بعض، وهو مشتق من العرامة وهي الشدّة، ومنه: رجل عارم، أي شديد، وعَرَمت العظم أعرِمه وأعرُمه عَرْمًا إذا عَرَقته، وكذلك عَرَمت الإبل الشجر أي نالت منه.
والعُرام بالضم: العراق من العظم والشجر.
وتعرّمت العظم تعرّقته.
وصبيّ عارم بَيِّن العُرام بالضم أي شَرِس.
وقد عرم يعرم ويعرم عرامة بالفتح.
والعَرِم العارم؛ عن الجوهريّ.
قوله تعالى: {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّاتِهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} وقرأ أبو عمرو {أُكُلِ خَمْطٍ} بغير تنوين مضافًا.
قال أهل التفسير والخليل: الخمط الأراك.
الجوهري: الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل.
وقال أبو عبيدة: هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة.
الزجاج: كل نبت فيه مرارة لا يمكن أكله.
المبرّد: الخمط كل ما تغيّر إلى ما لا يشتهي.
واللبن خَمْط إذا حَمُض.
والأوْلى عنده في القراءة {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} بالتنوين على أنه نعت ل {أكُل} أو بدل منه؛ لأن الأكل هو الخمط بعينه عنده، فأما الإضافة فباب جوازها أن يكون تقديرها ذواتي أكل حموضة أو أكل مرارة.